أولاً: القصة
" التعريف اللغوى:
هى اللفظ الإشتقاقي من "قصص" ومعناه الأثر أى تتبع المسار ومن ثم رصد الأحداث
" فن أدبى حديث لم يعرفه الأجداد على الرغم من أنهم عرفوا صوراً كثيرة للفن القصصى مثل الملحمة ولم تولد إلا مع ظهور الصحافة. كما تتراوح صفحاتها بين خمس صفحات وثلاثين صفحة، ولها مميزات خاصة نذكر منها:
-2وحدة الانطباع.
-3القِصر.
-4الكشف عن جانب من جوانب الشخصية فى لحظة التنوير.
-5ينبغى أن تشتمل على موقف إنسانى يتطور نتيجة لفعل إرادى ".(4)
كما تعد القصة القصيرة " من أقرب الفنون الأدبية لروح العصر وانتقلت من التعميم كما فى القصة الطويلة إلى التخصيص واكتفت بتصوير جانب واحد من جوانب حياة الفرد أو زاوية واحدة من زوايا الشخصية الإنسانية، وذلك بشكل مكثف وبإيجاز فى كلمات منتخبة تؤدى إلى كشف الحقيقة أو تصوير رأى معين أو نقل انطباع خاص كما أنها تتناول قطاعاً عرضياً من الحياة غير الرواية التى تتناول قطاعاً طويلاً من الحياة وهى أقرب للتوغل فى أبعاد النفس وليست مثل الرواية التى هى أقرب للتوغل فى أبعاد الزمن" .(5)
ثانيا:الرواية
كما أن الرواية" من أصعب الفنون الأدبية على الإطلاق وذلك لنفس الأسباب التى تبدو سهلة, وهى غياب الضوابط الشكلية أو التقاليد الثابتة التى تسهل على الكاتب مهمته، فهى لا تكتب نظماً مثل الشعر ولا هى مقسمة إلى فصول ومشاهد تخضع لأعراف سائدة كما فى المسرح فالكاتب يسرد الأحداث دون أن يقيده زمان أو مكان، ودون أن تحده حدود الطول ولا القصر، كما أنه ليس مقيد اليدين إزاء الوصف والاستطراد أو عدد الشخصيات فهو يستطيع أن يقدم أى عدد من الشخصيات وأن يتعدى وحدة الانطباع فيخلق العديد من الانطباعات أى أن الرواية الحديثة هى الفن الأدبى المنثور الذى حل محل القصة الشعرية الطويلة (الملحمة(عندما نشأت المدن وتحول الفن من الشكل المسموع إلى الشكل المقروء . كما أن الرواية طويلة لها خصائص مثل القصة القصيرة وهى :
-1 فن ادبى منثور.
-2 خيالية (تختلف عن التاريخ).
-3 يستخدم فيها السرد.
-4 تخضع الأحداث فيها إلى التسلسل ونوع من المنطق.
-6 كما يوجد بها أيضا الشخصية.
" تعرف المسرحية بأنها :نص قصصي حواري، يصاحبه مناظر ومؤثرات فنية مختلفة. ويراعى في المسرحية جانبان: جانب النص المكتوب، وجانب التمثيل الذي ينقل النص إلى المشاهدين حيًّا.وتتفق المسرحية مع القصة في بعض الجوانب وتختلف عنها في جوانب أخرى.فالعناصر المشتركة بين المسرحية والقصة تتمثل فى : الحدث، والشخوص، والفكرة، والزمان والمكان. فى حين أن العناصرالمميزة للمسرحية تنحصر فى : البناء، والحوار، والصراع ".(8)
" إن أبسط ما قيل وما يزال يٌقال فى الفرق بين هذين الجنسين الأدبيين؛ أن المسرحية أدب يراد به التمثيل وفالمسرحية قصة لاتكتب لتقرأ فحسب وإنما قصة تكتب لتمثل. والقصة درب من الخيال و في تصويرها للأحداث والفعل الإنساني تفتح للراوي مجالات واسعة لتصوير تلك الأحداث. أما المسرحية تستخدم في تصويرها الأفعال وعناصر أخرى لا تتوافر في القصة المروية مثل عنصر الممثلين والملابس والمسرح والمناظر والنظارة والبناء الذي يجتمع فيه جمهور المتفرجين وكذلك حدود الزمن لمعالجة الأفعال لذا لا تختار من الفعل إلا جانبه المثير. فالكاتب المسرحي لا ينقل إليك كل ما يراه وإنما يعتمد على "الطاقة الإخبارية" وهي تتمثل في اختيار جوانب الفعل المثيرة والمركزة.
وعلى مؤلف المسرحية أن يأخذ في حسبانه طبيعة الممثل الجسمية والعقلية والفنية . وطبيعة كونه إنساناً من البشر يحتم على المسرحية أن تكون أفعالها في حدود الطاقة البشرية فلا يلجأ إلى الأفعال الخارقة التي تقتضي لتمثيلها طبيعة غير طبيعة البشر؛ فنطاق عمل المؤلف المسرحي نطاق القدرة البشرية للممثل فلا يمكن للممثل القيام بالطيران أوالقيام بالتمثيل لفترة طويلة. وفي الرواية ماهو خارق وليس ماهو خارق في المسرحية لذا يجب على كاتب المسرحية مراعاة المعقول والمقبول فنياً.
ومن العناصر التي تحدد نطاق العمل المسرحي ذلك البناء المسقوف الذي تنحصر فيه مناظر الرواية وأثاثها وأضواؤها أما كاتب القصة فأحداث وشخوص قصته يمكن أن يهيم بها في كل واد؛ فتراه يٌجلس اشخاصه في البيت ثم ينقلهم بعد صفحة الى قمة جبل او جوف طائرة او ظهر سفينة.كما أن القصة تصور مظاهر الطبيعة وتصفها أما إظهار العواصف والزلازل والحرائق.. لا يمكن أن يستوعبها المكان في المسرحية.
القارئ والمتفرج:
على الكاتب المسرحي أن يضع فى اهتماماته - حين يشكل النص الدرامي - المتفرج نصب عينيه ومدى استجابته للعرض وتأثره به. وقد تطرأ تعديلات على كتابة النص يجريها الممثل والمخرج وذلك تحقيقاً للتفاعل بين طرفي المعادلة( العرض المسرحي والمتفرج) فالاستجابة المسرحية غير الاستجابة الأدبية فالأخيرة تنهض على فعل القراءة والأولى تنهض على لقاء الممثل الحي بالمتفرج وجها لوجه مع وجود مادي ملموس هو خشبة المسرح وما عليها من دوال مادية عيانية تملأ فراغ الخشبة.
مما سبق نخلص إلى:
1- يختلف عمل الشاعر عن عمل الراوي وعن عمل المؤلف المسرحي، من حيث تصوير الحوادث والتعبير عن الإحساس.
-2 عمل المؤلف المسرحي مركب معقد أصعب من الكتابة الروائية حيث يدخل في تأليفه وتصويره الأحداث وعناصرتكوينها كثيرة.. الممثل والملابس والمسرح والمناظر والمتفرجين.
-3 نظام الاستجابة في المسرحية والاستجابة الأدبية للنص مختلف الأول يشاهد والثاني ينطوي على أنساق كلامية دالة، فالكلمة في المسرحية تكتسب زخما إضافيا بحركة الممثل وبقدرته الأدائية على تمثيل ما يَنطق به ".(9)
1- سيد حامد النساج(د) وأخرون: الأدب العربى الحديث للمرحلة الثانية من الثانوية العامة ،القاهرة، مطابع وزارة التربية والتعليم،2003، صـ 174 .
2- http://www.alukah.net
3- نفس الموقع السابق.
4- محمد عنانى(د): الأدب وفنونه ، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب,1991،صـ65 .
5- د.سيد حامد النساج،مرجع سابق،صـ 175 .
6- www.alukah.net
7- محمد عنانى(د):مرجع سابق ،صـ 70 . بتصرف .1- سيد حامد النساج(د) وآخرون: الأدب العربى الحديث للمرحلة الثانية من الثانوية العامة، القاهرة، مطابع وزارة التربية والتعليم،2003 .
2- محمد عنانى(د): الأدب وفنونه ، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب , 1991 .
3- ابراهيم حمادة(د): معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية، القاهرة، دار المعارف، 1985 .
4- عبد العزيز حمودة(د) : البناء الدرامي ، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1998 .
5- نبيل راغب(د): دليل الناقد الأدبي ، القاهرة، دار غريب للنشر،1998 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق