" سريعاً سيطرت عبادة الآله ديونيسيوس على مشاعر ووجدان الشعب الإغريقى، فقد كانت هذه العبادة تمنح الإنسان إحساس بالحرية فى وقت سيادة حكم الفرد الاستبدادى على المدينة اليونانية. فالعبادة الجديدة قد وعدت الإنسان بالخلاص من كل الضغوط النفسية المحيطة به. وبدراسة الوضع الإجتماعى للمرأة فى حياة المدينة الإغريقية، تجعلنا ندرك فى الحال الأسباب التى دفعتها إلى هذه العبادة. فقد كانت النساء اليونانيات محرومة و مقطوعة الصلة بالحياة الإجتماعية والسياسية، كما لم يكن لها أى دور إجتماعى حتى فى أشد العصور إزدهاراً، فى القرن الخامس قبل الميلاد وهو العصر الذهبى لأثينا. لذا شعرت النساء بإنجذاب خاص لهذا الآله و عبادته التى تمنح الإنسان الخلاص و الحرية ". (3)
1ـ المقدمة: (المنظر الأول في المأساة) تنظم على شكل حوار ديالوج أو مونولوج..
2 ـ المدخل: دخول الجوقة و الموسيقي (الأوركسترا).
3 ـ فاصل من الإنشاد تؤديه الجوقة (الابسيدون): ويعرف "أرسطو" في كتابه "فن الشعر" مصطلح الابسيدون : "الجزء من المأساة الذي يقع بين نشيدين كاملين تنشدهما الجوقة ".
ولقد كانت الملحمة هي النواة الأولي للمأساة إلا أنه توجد بعض الاختلافات بين كلا النوعين فالملحمة:" قصة شعرية موضوعها وقائع الأبطال الوطنين العجيبة التي تبوئهم منزلة الخلود بين وطنهم ويلعب الخيال فيها دورا كبيرا إذ تَحكي علي شكل معجزات ما قام به هؤلاء الأبطال وما به سموا عن الناس" وعنصر القصة واضح في الملحمة فالحوادث تتوالي متمشية مع التطورات النفسية التي يستلزمها تسلسل الاحداث ولكل ملحمة أصل تاريخي صدرت عنه بعد أن حرفت تحريفا يتفق وجو الخيال في الملحمة، وهي محكية لشعب يخلط بين الحقيقة والتاريخ مما يسيغ أن تحدث خوارق العادات ، والأبطال فيها يمثلون جنسهم وعصرهم ومدينتهم.
والملحمة أيضا محاكاة عن طريق القصص شعرا فهي تروي الأحداث ولا تقدمها أمام عيون النظارة أو القارئين كما يحدث في المأساة وهذا جوهر ما بينها وبين المأساة من فرق، ويجب أن تتوافر لها الوحدة التي توجد في المأساة فتحاكي فعلا واحدا تاماً وتكون لها بذلك الوحدة العضوية. وأجزاء الملحمة هي أجزاء المأساة فيما عدا النشيد والمنظر المسرحي ففيها الحكاية ويجب أن تكون بسيطة ويصح أن يكون الفعل فيها مركباً وهو ما تحدث فيه الفواجع " .(7)
" يختلف مصدر نشأة الكوميديا (الملهاة) عن نشأة التراجيديا (المأساة) وبالتالي تختلف وظيفتها، فهي لم تنشأ في أحضان الدين، أوفي تطور الطقوس الدينية، ولهذا السبب لم تحظ ولفترة طويلة باحترام كامل إلا بعد أن أسس لها "أرستوفانيس" وثبت وجودها الجاد ولا سيما في عهد "كليون" تاجر الجلود الذي تولى الحكم في أثينا بعد "بربكليس العظيم"، ووصل إلى السلطة نتيجة الرشوة وشراء الضمائر، ومن ثم سخر حكمه لخدمة مصالحه الشخصية، وأشعل الحروب لزيادة ثروته منها، فهو تاجر حروب أيضاً. وترجع نشأة الملهاة إلى الطقوس الشعبية "كوموس أتيكا" وهذه الطقوس كان يقوم بها مجموعة من المهرجين (الضحَّاكين) العابثين حيث ينتظمون في مواكب يرددون أغاني وأشعارا لا يُعرف إسم مؤلفها، والتي تمجد الآله ديونيسيوس ومن كلمة "كوموس" اليونانية أخذت الملهاة اسمها في اللغات الأوربية وتحورت إلى الكوميديا. والكوميديا مؤلفة من كلمتين "كوموس" أي الجوق العابث الهازل "وأوديا" التى تعنى أغنية ومن تلك الأغاني تطورت الملهاة ".(8)
3- ريموند وليامز : المأساة الحديثة ،ت:ك سميرة بريك، القاهرة ، منشورات وزارة الثقافة،1985 .
6- عصام الدين ابو العلا : نظرية أرسطو طاليس عن الكوميديا ، القاهرة، مكتبة مدبولي ، 1993 .
9- أ.أ. نيهاردت : الملحمة الإغريقية القديمة ، ت:هاشم حمادي ،القاهرة ، الأهالي للطبع والنشر والتوزيع، 1994 .
10- بيار غريمال : المثيولوجيا اليونانية ، ت: هنري زغيب، بيروت- باريس، منشورات عويدات ، ط 1 ، 1982 .
11- إبراهيم حمادة(د): طبيعة الدراما، القاهرة, دار المعارف ،1978 .
12- رشاد رشدي (د): نظرية الدراما من أرسطو إلي الآن، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1968.
" إسم يوناني معناه من يعبد زيوس، وهو أحد آلهة الأغريق، وما يذكره المؤرخ اليونانى هوميروس أنه كان آله مرتبطا بالكرم والخمر. وتصف إحدى أساطيرالآلهه الإغريقية الإله ديونيسيوس أنه كان قادماً من الهند عابراً آسيا في موكب الظافر وتقول بعض الأساطير المحلية أن ديونيسيوس هو ابن زيوس من سيميلي (Semele)،وأنه أنتزع ـ قبل أن يولد ـ من رحم أمه عندما كانت تحترق أمام مجد زيوس المتقد الذي أصرت أن تراه، وقد ولد ديونيسيوس في الوقت المحدد من فخذ أبيه زيوس، الذي كان قد خيط فيه. وهناك أساطير كثيرة تدور حول الإله ديونيسيوس لا يتسع المجال لسردها، فلم يكن بين آلهة الإغريق من هو أقرب إلى خيالهم وأحب إلى قلوبهم من ديونيسيوس ، وكانت التراجيديا (المآسي) الإغريقية صورة من صور عبادة الإله باكوس إله الخمر، الذي كان يجعل من الساذج حكيماً، ومن الفاجر مجنوناً. لقد كان ديونيسيوس عندهم يخاطب الحواس والروح في نفس الوقت. ولم يكن في الأساطير المنسوجة حوله ما يبعث على الملل، فهي مليئة بالأفراح والأحزان، ففي بعض جوانبها، تشجو بالألم، وفي جوانب أخرى تهزج بالنصر.
لم تكن العروض المسرحية الإغريقية القديمة تقدم بشكل دائم كما يحدث اليوم بل كانت تقدم فى إطار الإحتفالات الدينية المحددة التى تقع على فترات متباعدة. فقد كان العرض المسرحى جزء من إحتفال رسمى مقدس . نشأ المسرح كباقى الفنون الأخرى فى أحضان الدين يظهر جلياً ذلك فى إرتباط المسرح بالمعبد فقد كان يُقام بجواره و نجد فى وسط الأوركسترا مذبحاً لتقديم الأضاحى للإله ديونيسيوس قبل و بعد الإحتفالية الدينية كما ظهر فى مسارح أثينا. كانت العروض المسرحية تُقدم مرتين فى العام وهى الأيام المُخصصة لأعياد الإله ديونيسيوس ". (1)
و مهما تعددت الروايات حول نشأة المأساة الأثينية، فمن المعترف به أن المأساة قد نبتت من الرقصات والأغانى الديثورامبية ، ثم أخذت تتطور تدريجياً حتى صارت فناً قائماً بذاته. و من المؤكد أن الديثورامبوس قد تطور تطوراً سريعاً منذ أن أرتبط بأعياد هذا الإله التى تقام فى أثينا " .(2)
فالتراجيديا عموماً تتعلق باستعراض أحداث مليئة بالحزن تؤدى إلى نتيجة مؤسفة في النهاية ، كما تنطبق هذه التسمية أيضاً في الثقافة الغربية على وجه التحديد على شكل من أشكال الدراما التي حددها "أرسطو" اتسمت على جانب من الجدية والشهامة والتي تنطوي على شخص عظيم يمر بظروف تعيسة(تعريف "أرسطو" أيضاً يمكن أن يشمل تغير الأحوال من سيئ إلى جيد، ولكن "أرسطو" يقول أن التغير من الجيد إلى السيئ هو الأفضل لأن هذا يؤدي إلى إثارة الشفقة والخوف داخل المتفرج والتى تؤدى إلى التطهير).
ووفقاً لــ"أرسطو" أيضاً فإن "هيكل العمل التراجيدي لا ينبغي أن يكون بسيط بل معقد وأن يمثل الحوادث التي تثير الخوف والشفقة." كما يرى "أن التغير في الحال نحو التعاسة والمأساة لا يعود إلى أي خلل أو عيب أخلاقي ، ولكن إلى خطأ من نوع ما." كما أنه عكس الاعتقاد الخاطئ بأن هذه المأساة يمكن أن تنتج من قبل سلطة عليا (على سبيل المثال القانون ، الآلهة ، المصير ، أو المجتمع) ، بينما إذا كان سقوط شخصية ما في هذه المحنة ناجم عن سبب خارجي ، فإن "أرسطو" يصف ذلك بأنه "بَاليٌة" وليست مأساة ".(3)
" كما يضع "أرسطو" تعريف مقنن للتراجيديا : بأنها "محاكاة.... فعل تام نبيل لها طول معلوم بلغة مزودة بألوان من التزيين ... تختلف وفقاً لاختلاف الأجزاء وهذه المحاكاة تتم علي يد أشخاص يفعلون لا عن طريق الحكاية والقصص و تثير عاطفتي الشفقة والخوف فتؤدي إلي التطهير من هذه الانفعالات" .
1- الحكاية أو الخرافة التي تحتوي عليها المأساة وهي تستدعي تركيب أفعال إنسانية منجزة ويقوم بها أشخاص يفعلونٍ بالضرورة أخلاق وأفكار خاصة.
2- الخلق : وهي ما يجعلنا نقول عن الاشخاص الذين نراهم يفعلون أنهم يتصفون بكذا وكذا من الصفات.
الفكر : وهو كل ما يقوله الأشخاص لإثبات شئ أو التصريح بما يقررون.
يجب أن تشتمل المأساة علي فعل تام والحدث التام هو ذلك الحدث الكامل الذي يحتوي علي فكرة كاملة تنم عن طبيعته وتوضح أسبابه ودوافعه وما يترتب عليه من أثار . ويري "أرسطو" أن يكون لهذا الحدث بداية ووسط ونهاية وأن يكون لها طول معلوم وهذه الاحداث الجزئية المرتبة التي يتكون من مجموعها الفعل التام لابد من أن تغير في مصير البطل بإنتقاله من حال إلي حال مخالفة في أخر المسرحية.والفعل قسمان: بسيط ومركب.البسيط :ما يحدث فيه هذا التغير بدون تحول ولا تعرف .
والمركب :هو ما يحدث فيه هذا التغير بفضل التعرف أو التحول أو كليهما معا.
" الكوميديا( الملهاة ) نوع من أنواع التمثيل في أفلام التليفزيون أو السينما أو المسرح، تكون بها أحداث مضحكة وذات نهاية سعيدة. كما يمكن للملهاة (الكوميديا) أيضاً أن تكون النكت التي يقولها الناس لبعضهم البعض أو القصص المضحكة، ويقال بأنها بدأت منذ عصر اليونان القديم على يد الأشخاص الذين يمثلون الكوميديا بالكوميديين.ويعد" وليام شكسبير "من بين المشاهير الذين كتبوا عروضاً كوميدية.لذا عرفت الملهاة (الكوميديا) بأسماء مختلفة فالبعض سماها بالعبث وآخرين أسموها بالقشمرة (كما في تركيا) حيث سمي الممثل الكوميدي بالقشمر.
catharsis
" فى سياق تعريف أرسطو للمأساة ذكر أنها محاكاة للفعل المأسوي"..تثير عاطفتي الخوف والشفقة مما يؤدى إلى التطهير من هذين الفعلين" والتطهير من أعقد المصطلحات الأرسطية ولقد اختلف النقاد طويلا حول كيفية حدوثه ومن بين أهم تفسيراتهم:
1- التفسير المقارن: هاجم أفلاطون المسرحية المأساوية بدعوى أنها تثير فى النفس عاطفتى الخوف والشفقة. وهذه الإثارة فى رأيه تجعل صاحب العواطف المستثارة ضعيفا من الناحية الإنفعالية ولقد رد أرسطو على أستاذه بما معناه: إن إثارة هاتين العاطفتين فى نفسية المشاهد تخلصه منهما ومن ثم يحدث التطهير الذى يجعل الشخص أكثر صحية واقوي من الناحية الإنفعالية ".(6)
" الملحمة حكايه بطولية تخبر عن حركة جماعات أو حركة الشعوب و حركة القبائل وغالباً ما تقص أحداثاً وقعت في بداية تاريخ شعب من الشعوب وهي نموذج إنساني يُحتذى به, يفعل بحياته وسلوكه ما يمكن أن نطمح جميعاً إلى تحقيقه .وتعد أقدم ملحمة عرفها التاريخ هي ملحمة جلجامش في منطقة أوال المعروفة في يومنا هذا البحرين ".(7)
" فيلسوف يونانى ويعد أول فيلسوف يفصل بين فروع الفلسفة فصلا متمايزا،ولقد ظلت آراؤه فى المنطق والطبيعة والجيولوجيا والميتافيزيقا والأخلاق والسياسة والشعر وغير ذلك من ميادين المعرفة وقتاً طويلا من المسلمات وإذا كان قد احتل بها موقع المؤثر الكبير فى الفكر المسيحى فإن فلاسفة المسلمين احتفوا به وأسموه- بحق- المعلم الأول ".(9)
" ولد عام 384 قبل الميلاد في مدينة ( استاجيرا stageira ) وإسمها الحالى ( استافرو stavro) في شمال اليونان، وكان والده طبيباً مقرباً من البلاط المقدوني، وقد حافظ "أرسطو" وتلاميذه من بعده على هذا التقارب . وقد كان لوالده تأثيراً كبيراً عليه لدخوله مجال التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة على دقة الملاحظة والتحليل . وفي عام 367 رحل "أرسطو" إلى أثينا للألتحاق بمعهد "أفلاطون"، كطالب في البداية، وكمدرس فيما بعد.
وقد جمع "أفلاطون" حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك . ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثراء وتنظيم المعارف الإنسانية ، وإقامتها على قواعد نظرية راسخة ، ثم نشرها في مختلف الأتجاهات ، وكان هذا هو التوجه المعلن لتعاليم وأعمال "أرسطو".
وكان من برامج معهد "أفلاطون" أيضا تدريب الشباب للقيام بالمهن السياسية، وتقديم النصائح والمشورة للحكام، ولذا فقد أنضم "أرسطو" عام 347 إلى بلاط "الملك هرمياس" ، وفي عام 343 دخل في خدمة "الملك فيليب الثاني" إمبراطور مقدونيا حيث أصبح مؤدبا لأبنه "الأسكندر الأكبر" .وبعد سبع سنوات عاد مرة أخرى إلى أثينا ليؤسس مدرسته الخاصة ( الليسيوم ) أو ( المشائية ) وسميت كذلك نسبة للممرات أو أماكن المشاة المسقوفة التي كان الطلاب وأساتذتهم يتحاورون فيها وهم يمشون، كما تسمى اليوم " جماعات الضغط السياسية في الكونغرس الأمريكي" بـ ( اللوبي ) نسبة إلى لوبي أو ردهة مبنى الكونغرس في واشنطن .
وقد خالفت ( المشائية ) تقاليد ( أكاديمية ) أفلاطون بتوسيع المجالات العلمية التي كانت تناقشها وأعطت أهمية كبرى لتدريس الطبيعيات . وبعد وفاة "الأسكندر الاكبر"، بدأ الشعور بالكراهية يظهر ضد المقدونيين في أثينا ، وقد أثر ذلك على نفسية "أرسطو"، وقد كان من الموالين للمقدونيين ، مما جعله يتقاعد، ولم يمهله القدر طويلا حيث توفي بعد أقل من عام من وفاة "الأسكندر" ، فكانت وفاته في عام 322 قبل الميلاد . َ
وعلى الرغم من غزارة إنتاج "أرسطو" الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة، إلا أنه لم يبق منها إلا النذر اليسير، فقد ضاع معظمها، ولم يبق سوى بعض الأعمال التي كانت تدرس في مدرسته، والتي تم جمعها تحت اسم (المجموعة الأرسطوطالية) بالإضافة إلى نسخة ممزقة من (الدستور الأثيني) الذي وضعه، وعدد من الرسائل والأشعار ومن ضمنها مرثية في"أفلاطون" ". (10)
" "أفلاطون" ( بالإنجليزية : Plato) (باليونانية : Πλάτων پْلاَتُونْ) (عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م ) فيلسوف يوناني قديم, وأحد أعظم الفلاسفة الغربيين، حتى أن الفلسفة الغربية اعُتبرت أنها ماهي إلا حواشي لأفلاطون. عرف من خلال مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر والفن ".(11)
" تأثر فى صباه "بسقراط Socrates " الذى كان أقرباء "أفلاطون" من أصدقاءه، ولعل "أفلاطون" عرف فى صباه هذا الفيلسوف عن طريقهم وأيّما كان الأمر فهناك تقليد يقول إن "أفلاطون" دمر ما كان قد نظمه من قصائد وما كان قد أنشأه من مسرحيات واتجه إلى الفلسفة والرياضة بعد أن تأثر بأفكار "سقراط" وكان "أفلاطون" يومئذ فى نحو العشرين من عمره وكان طموحه الأول يتجه إلى السياسة ولكنه هجر ميدان السياسة بعد أن أعدم
"سقراط" ".(12)
" كما أسس "أفلاطون" أكاديميته نحو عام 387 ق.م وظل بقية حياته رئيساً على هذا المعهد الذي أنجزت فيه أبحاثه الهامة تحت إشرافه فى الفلسفة والرياضة والعلوم الطبيعية والفقه القانوني والتشريع العملى. وفى الأكاديمية وضع "أفلاطون" الكثرة المطلقة من مؤلفاته إن لم تكن كلها. من أهم مؤلفاته الجمهورية الفاضلة the republic وفيدروسphaedrus وكتاب القوانين the laws وغيرها كثير ". (13)
" يُعَدُّ "أسخيلوس" Aeschylus أهمّ كتّاب المأساة الإغريقية على الإطلاق، وهو مؤسسها بالمعنى الفني، وأقدم فرسانها المعروفين. وتُقدّر المسرحيات التي كتبها بنحو تسعين، ولم يصل من أعماله سوى سبع مسرحيات هي : «الفُرس» (472ق.م) Persians و«سبعة ضد طيبة» (467ق.م) Seven Against و«بروميثيوس مصفداً» (465ق.م) Prometheus Bound ، و«الضارعات» (463ق.م) Suppliants و«أغاممنون» Agamemnon، و«حاملات القرابين» (458ق.م) The Libation Bearers و«ربات الغضب» (458ق.م) Eumenides والترجمة الحقيقية لعنوان المسرحية هي «الصافحات» أو «المحسنات» وهي تسمية كانت مستخدمة لدى أهل أثينة بوجه خاص للإشارة إلى ربات الغضب Erinyes وذلك إبتغاء درء شرهن.
أرستوفانيس
" يعتبر أقدر كتاب المسرحية الفكاهية بل وزعيمها بلا منازع فهو لم يترك ناحية من نواحى المجتمع إلا عالجه بمسرحياته وهاجمه هجوماً عنيفاً وقد برزت مواهبه وعبقريته منذ طفولته، ووصل بفنه إلى مستوى رفيع وهو لم يتجاوز بعد العقد الثانى من عمره فقد قدم أولى مسرحياته فى الديونيسيا تحت عنوان "المشاركون فى الوليمة" فى عام 427 ق.م. ولكنها لم تمثل باسمه لصغر سنه وقد حدث ذلك لعدة كوميديات له كانت تخرج بأسماء آخرين ولقد حصلت على الجائزة الثانية ولم تحفظ لنا الآثار التاريخية من هذه المسرحية إلا اسمها وبعض قطع صغيرة يفهم منها أنها كانت تتجه إلى استهجان طرق التربية الحديثة وقد توالت مسرحياته التي بلغت زهاء الأربعين مسرحية والتي تتناول بالنقد اللاذع كثيرا من مظاهر الحياة الأثينية فى ذلك العهد.
وكان حواره يمتاز بالتدفق والحيوية والصراحة التى تصل إلى الخشونة كما تمتاز مسرحياته بالبساطة والوضوح وقوة التعبير عما يريد أن يقوله ومن هنا جاءت قوة تأثيره على الجمهور. و"أريستوفانيس" على غلظة بعض ألفاظه ومعانيه وفحش تلميحاته ومراميه قد يبدو لنا فظا فاجرا لكنه فى عصره لم يكن كذلك لقد كان ذوق العصر وألفاظه مأخوذة من السوق والغيط والمعبد والمحكمة والبرلمان..لغة يتحدث بها العبيد والأحرار والصغار والكبار..لغة ساخنة لماحة لغة الكوميديا. ولفظاظة أسلوبه وصفه أغلب النقاد بأنه كان سليط اللسان لا يتحدث إلا بأقذع الألفاظ ولا يتفوه إلا بالنكات البذيئة ولكن أغلب انتقاداته فى الواقع لم تكن مغرضة بل كانت تحمل فى طياتها أراء فلسفية أو دينية أو سياسية أو أدبية.
كما نجد أن غالبية مسرحيات "أرستوفان" جاءت فى فترة كان النظام الديمقراطى الأثينى قد اختل وأصابه العطب بسبب الحروب وبسبب التحديات التى واجهته ومن خلال تلك الأمور أفرغ " أرستوفان" الآنية المملؤة بهجائه الُمر والتى من خلالها كان يستطيع أن يسلط الضوء الساطع على تلك المشاكل والأخطار وفوق كل ذلك ووسط هذه التيارات والتغيرات الأساسية من حوله ظل يمثل إحساس جميل لقوة التقاليد والأعراف ومقاومة التجديد والتى هى ضرورية من ناحية لحياة الأشخاص والمجتمعات ومن ناحية أخرى تمثل تلك القوى التى تمثل قوة الدفع تجاه التقدمية.
لذا لم تكن شهرة " أرستوفانيس" نابعة من دعوته للسلام فقط إذ أنه كان شاعراً موهوباً ذكياً كان يحمل بين جنبيه قلباً كبيراً غامراً بالإنسانية فالبطل عنده هو الآدمي الطبيعى العادى كما يراه الشاعر نفسه والرسالة التى كان على الشاعر أن يؤديها هى خدمة المصلحة العامة وخلق ذوق سليم لدى ذلك الرجل العادى الذى كانت تسيطر عليه سخافات مصدرها الجهل والطمع والحقد وسوء التقدير".(16)
" وكتب" ارستوفان" أربعين مسرحية قبل أن يموت في سن الستين ، وصلنا منها إحدى عشرة هي:
1 - أهل أخارناي.
2 - والفرسان.
3 - السحب.
4 - الزنابير.
5 - السلم.
6 - الضفادع.
7 - الطيور.
8 - النساء في أعياد ديمتري.
9 - برلمان النساء.
10 - لوستراتا.
11 - بلوتوس. ".(17)
فرونيخوس
" مؤلف مسرحى كوميدى وناقد أدبى ويعد واحداً من مؤلفي الكوميديا الإغريقية القديمة ممن سبقوا مرحلة نضج الكوميديا الإغريقية التى قامت على يد المؤلف المسرحى البارع" أرستوفانيس". وتميزت أعمال "فرونيخوس" ببعدها عن السياسة والحرب التى اندلعت فى تلك الفترة على يد الكتاب الكوميديين والذين كان على رأسهم" أرستوفان" إذ قدم "فرونيخوس" مسرحيات تبعد بعيدا عن ذلك العصر وكذلك طريقة الحياة فيه مثلما قدم ذلك فى مسرحية المعتزل monotropos) ) وقبلها مسرحية أتباع ديونيسيوس (satyroi) كما قدم مسرحية الآهات الفنون (muses) التى تتسم بطابع النقد الأدبى والتى قدمت فى نفس العام مع مسرحية الضفادع "لأرستوفانيس" والتى تعالج نفس فكرة من يستحق العودة من العالم الأخر "ايسخيلوس" أم "يوربيديس" بعد أن خلت الساحة التراجيدية من التراجيديين العظام الثلاثة. (اسخيلوس،سوفوكليس، يوربيديس) " . (18)
4- محمد غنيمي هلال ،النقد الأدبي الحديث ،القاهرة، نهضة مصر، بدون تاريخ،صـ200 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق